أخبرني صديق لي أن جارتهم كانت تلعب مع حفيدها الصغير الذي كان يشجع الفريق البرازيلي وقد تحول إلى مشجع لإسبانيا لأنها بكل تأكيد ستفوز بالكأس. كيف عرف أن إسبانيا ستفوز بالكأس وليس هولندا؟
انتهت مباريات كأس العالم بفوز منتخب إسبانيا على منتخب هولندا في ختام المباريات، وتوج بطلاً للعالم ونال كأس الدورة. وبالرغم من شهرة الفرق المشاركة وكفائتها إلا أن من كان الأكثر شهرة في هذه الدورة ليس فريقاً، ولا لاعباً ثمنه يفوق مئات الملايين من الدولارات، ولا مدرباً لفريق ولا حتى إنسان. أعتقد أن معظمكم عرف من المقصود، إنه الأخطبوط الذي نال شهرةً فاقت شهرة الفرق واللاعبين أنفسهم وقد ذاع صيته في أرجاء العالم حتى صارت البرامج الرياضية المتابعة لمباريات كأس العالم تستحضره في بداية كل حلقة وفي مقدمة كل تعليق. فلماذا اكتسب هذا الاخطبوط هذه الشهرة؟ لأن توقعاته صحت بفوز كل فريق وقع عليه اختياره، حيث كان يختار علبة من علبتين - عليهما علمي الفريقين المتنافسين - ليأكل ما بداخلها من طعام. وعلى هذا الاساس كان يتم ترجيح فوز الفريق المختار من الاخطبوط. وقد نجح هذا الاختبار في كل المباريات العشر التي توقع فيها الأخطبوط "بول"، ومن بينها المباراة النهائية بين هولندا وإسبانيا، وهذه الاخيرة عرضت شراء الاخطبوط ووعدت بوضع حراسة مشددة عليه.
هل في نجاح الاخطبوط سرٌ ما؟ كيف يفسر الناس صحة توقعاته؟ كيف صار الكثيرون ينظرون الى هذا الأخطبوط؟ هل صار عندهم كنبي أو منجم يستشيرونه في أمور هامة؟ هل صار مصدر فأل "خير" لأناس ومصدر شؤم لأناس آخرين؟ الثابت علمياً أن الأخطبوط يعيش 3 سنوات كمعدل وسطي، لذلك لن يكون الأخطبوط بول على قيد الحياة في الدورة المقبلة لكأس العالم 2014 في البرازيل. بالنسبة لي سيبقى هذا الاخطبوط أخطبوطاً يُقدم في دول كثيرة على موائد المطاعم. وما جرى من خلاله فهو محض صدفةً. أما شؤون المستقبل فهي في علم الله وحده له المجد والكرامة.
- صديقي القارئ، هل أنت مع أو ضد ظاهرة "بول" الأخطبوط؟ ولماذا؟