كل العالم يتابع مجريات الثورة في عددٍ من الدول العربية وخاصة الثورة في ليبيا وهي الاصعب والاشد إيلاماً على الناس إذ سقط حتى اليوم اكثر من ستة آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى بحسب مصادر الثوار ومراسلي شبكات التلفزة المتابعين للثورة على أرضها...
وكغيري من الناس أتابع عبر المحطات الفضائية الاخبار الثورية، أفرح لأسباب الثورة واحزن على نتائجها وكلفتها الباهظة من دماء وارواح الناس الأبرياء التواقين الى التغيير والتجديد والحرية...
بينما كنت اتحدث مع صديق لي حول الثورات المتنقلة من دولة عربية إلى أخرى وما تخلفه من آلام ومصاعب ودمار حتى يبلغ الثائرون أو الثوار اهدافهم المرجوة وحينها يحتفلون بنشوة الانتصار...سألت صديقي: "برأيك لماذا ثار هؤلاء الناس على روؤسائهم وحكوماتهم وزعامئهم؟"...أجابني: "لكي يتحرروا من نير التسلط عليهم ويرفعوا الظلم عنهم ويكسروا القيود التي تكبلهم وينالوا حقوقهم ولا يكونوا مستعبدين لحاكم ظالم أو رئيس جائر أو زعيم مستبد ولكي ينتقلوا من ظلمة الخوف الى نور السلام والاطمئنان...إنها الاسباب الرئيسية الاساسية حتى ثار الثوار... "...ثم تابع صديقي قائلاً لي: "الشعب الذي ينام على الظلم ويستسلم لقوات الشر ويهاب الانتفاض لكسر قيوده...سيبقى رهينة رئيس وحاكم وزعيم مقيد ومأسور في سجن كبير وبالتالي هذا الشعب لا يستحق الحياة...".
وبينما نتحدث، حولت وجهة حديثنا من ثورة الدول الى ثورة الانسان على نفسه...قلت لصديقي: "الاسباب التي ذكرتها لي التي دفعت الشعب الى الثورة على حكامهم...هي نفسها يجب ان تكون الدافع لكي يثور الانسان على الشيطان وعلى الخطيئة وعلى الشر الذي يحيط بنا من كل صوب...لو كل انسان ينتفض على الخطية التي تستعبده وعلى الشر الذي يقيده وعلى زعيم هذا العالم (الشيطان) وجنوده، فلا بد من ان ينتصر الثائر ويبلغ شاطئ الحرية ويعيش حراً وينعم بالسلام الحقيقي...وبالتالي لا يعود للشيطان سلطان عليه بل يدحره دحوراً...". قال لي صديقي: "معك حق يا حبيب، ولكن هذا صعب جداً...". فأجبته: "يكون صعباً إن لم نستخدم السلاح المناسب المتوفر لنا...وهو كلمة الله والايمان بالمسيح والاتكال على ارشاد وقيادة الروح القدس...فإن احسنا استخدام هذا السلاح فالنصر حليفنا لا محالة...".
الثورة على الخطية وعلى زعيمها ورئيسها تتطلب: "قلب عازم وموقف حازم وسلاح هازم"...فهل انت مستعد يا صديقي القارئ على الثورة على عدونا الأول؟