منذ ايام قمت بزيارة احد معارفي ، فما إن دخلت الى قاعة الجلوس حتى بادرني بانفعالٍ وحزنٍ شديدين: "غلطة يا حبيب غلطة"، فبادرته مذهولاً: "خير ان شاء الله...ما بك...ما هي هذه الغلطة التي ارتكبتها؟"...
دعاني للجلوس وقال لي: "غلطتي كبيرة بالنسبة لي...لقد نسيت أن أسِمَ بطاقة اللوتو...". فقاطعته مبتسماً: "بسيطة...لا يستحق هذا الامر هذا الانفعال الشديد...". قال لي: "أرقام البطاقة التي لم اسمها هي نفسها الارقام التي تربح الجائزة الثانية...هل عرفت اين تكمن غلطتي...". كان هذا الرجل يتحدث متألماً وحزيناً لأن جائزةً كبيرة كانت بانتظاره وهو فقدها ولم يعد بالامكان ابداً الحصول عليها...جائزة مالية كبيرة كانت غيرت الكثير من مجريات حياته وحولته الى انسان آخر بحسب اعتقاده...
لا الوم هذا الرجل على انفعاله وحزنه وغضبه على نفسه بسبب غلطة بسببها فقد "نعمة مادية" كانت بمتناول يديه بسبب ربما نسيانه او اهماله وقد سماه "غلطة كبيرة"...غلطة لا ينفع معها الندم...غلطة جعلته يتمنى لو ان الزمن يعود ليومٍ واحدٍ الى الوراء ليصحّحها...لكن يوجد وقتٌ حيث لا ينفع فيه ندم...
بينما كنت احكي هذا الخبر الى صديقٍ ، قال لي: هل تعلم يا حبيب انه لو جرى هذا الأمر معي، لكانت الغلطة ستؤدي الى جلطة في قلبي...عندها قلت له : هل تعلم يا صديقي، ان هذا يشبه تماما ربح جائزة مؤكدة والجائزة هي الحياة الأبدية؟...كثيرون يهملون او يستهترون بوسم بطاقة دخولهم الى ملكوت الله، وهذا يعتبر غلطة لا تؤدي الى جلطة فقط بل نتيجتها موت ابدي حتمي...فيا ليت الانسان ينتبه حتى لا يرتكب هذه الغلطة المميتة حيث لا ينفع بعدها لا توبة ولا ندم...يقول الانجيل المقدس: " هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ." (2كورنثوس6: 2). صديقي القارئ، بطاقة العبور الى الحياة الأبدية هي ايمانك الصحيح بالرب يسوع المسيح، إيمان موسوم بدم الفادي الحبيب...