يُخطئ البعض عندما يَصف التّبشير بالمسيح بالتّنصير، لأنّ عبارة التنصير ومشتقّاتها غير موجودةٍ في قاموس الإيمان المسيحي بل هي منسوبة زوراً إلى المسيحيين، لذا الأصحّ هو القول: "التّبشير بالمسيح وبالإنجيل". وأيّ إنسان يؤمن بالمسيح بحسب الإنجيل يصبح "مسيحيّاً" وليس "نصرانيّاً".
الإنجيل كلمة يونانيّة ومعناها الخبر السّار المُفرح، وهذا الخبر جاء به المسيح إلى العالم مُتمِّماً إيّاه بفدائه على الصّليب وبقيامته من الموت، ثمّ سلّم رُسُله أمانة التّبشير بالإنجيل أي بالخبر السّار، لكي يحملوه إلى العالم لكي ينجوا بالتّوبة وبالإيمان بالمسيح من عقاب خطاياهم في يوم الحساب. أمّا الأسباب التي تدعو المسيحي كي يبشّر بالإنجيل وبيسوع المسيح فنقدّمها للقارئ الكريم من الإنجيل المقدّس:
1-التّبشير دعوة ووصيّة من الرّبّ للمؤمنين به:
قبل ارتفاعه إلى السّماء أوصى الرّبّ يسوع تلاميذه بضرورة تبشير جميع النّاس بالإنجيل ليكون لهم المصدر الصّحيح لمعرفة الحقّ والإيمان به لخلاص نفوسهم (مرقس 16: 15-16
) (أعمال ارسل1: 8
).
2-لأنّ الإنجيل هو قوّة الله للخلاص (أي لدخول الجنة):
الإنجيل المقدّس هو كلمة الله، وقد أوحى إلى تلاميذه ورُسُله لكي يدوّنوها لتكون مصدر قوّة إلهيّة في دعوة النّاس للتّوبة والرّجوع إلى الله، مؤمنين به إيماناً صحيحاً سليماً، فيتبرّرون أي يصبحون أبرياء من ذنوبهم يوم الحساب العظيم، ويدخلون إلى الجنة التي أعدّها الله لهم، (رومية1: 16-17
).
3-لأنّنا نحبّ المسيح ونحبّ النّاس:
الرّبّ يسوع وبالإضافة إلى وصيّته لنا أنّ من يُحبّه يحفظ كلامه (يوحنا15: 23-24
) فقد دعانا لكي نحبّ بعضنا بعضاً ونحبّ جميع النّاس بل نحبّ أيضاً أعداءنا (لوقا6: 27-32
). لذا لا يمكن لمن يعتبر نفسه مؤمناً حقيقيّاً بالمسيح ويحبّ المسيح والنّاس، أن يَحجب رسالة الإنجيل عن النّاس، بل هو مدعوٌّ لكي ينقلها لهم ويخبرهم عن المسيح وعمّا صنعه من أجلهم. فكما آمن بالمسيح من خلال الإنجيل، فعليه أن يشارك الآخرين بهذه الرّسالة الإلهية لنجاة الإنسان من النّار ومنحه فرصة دخول الجنّة.
4-لأنّ المسيح يحبّ الخطاة وهم بحاجة إليه ليدخلوا الجنّة:
تجسَّد المسيح لأنّه يحبّ النّاس ويريد لهم النّجاة من جهنّم النّار، وليمنحهم فرصة النّجاة من الموت الأبدي وذلك بأن يحمل خطاياهم بعمله الفدائي العجيب. (رومية5: 8
)، (يوحنا15: 13
)، (يوحنا3: 16
).
كما أنّ المسيح يعلم أنّ الإنسان غير قادر على إنقاذ نفسه من عقاب الله العادل، لأنّ الإنسان خاطئ في أصله ويحتاج إلى مخلِّص قادر أن يتشفّع به أمام العدالة الإلهيّة، (رومية3: 23-24
). هؤلاء محتاجون إلى النور لأنهم في ظلمة، ومحتاجون لغفران خطاياهم (اعمال الرسل26: 18
)، ومحتاجون للحياة الأبدية (يوحنا11: 25-26
).
من دون التّبشير بالمسيح من خلال الإنجيل المقدّس ستبقى معرفة النّاس للمسيح إمّا مجهولة أو ناقصة، وفي الحالتين سيفقد الإنسان خلاصه الأبدي أي نعمة دخوله إلى جنّة الله. فطريق الجنّة يبدأ بالتّبشير بالمسيح، فمن يقبل هذه البشارة بالإيمان، ويتوب عن ذنوبه، ينال من عند الله نعمة غفران خطاياه والحياة الأبديّة في جنّة الله، (يعقوب5: 20 ).
صديقي القارئ، لأنّ الرّبّ يسوع يحبّك وأيضاً لأنّنا نحن نحبّك، ندعوك لقراءة الإنجيل المقدّس لتعرف المسيح المعرفة الصّحيحة التي تقودك إلى جنّة الله. ونحن بخدمتك للإجابة عن أي سؤال أو استفسار بكلّ ما يتعلّق بالإيمان المسيحي.
الكتاب المقدّس، هل يمكن الاعتماد عليه في معرفة الله؟
الكتاب المقدس، هل أصابه التّحريف؟
استمع (ي) إلى حلقة من برنامج أصوات من المغرب العربي بعنوان "الإنجيل كلمة الله"