عندما اهتزت مقهى الأركانة بمراكش .. قالت لي ابنتي : بابا , لماذا يقتلون الناس بوحشية ؟ هل من فعلها له أب وأم ؟ وهل فعلا الله يطلب من الأباء إرسال أبنائهم لكي يقتلوا الناس في سبيله ؟
تلعثمت قبل أن أجيب .. كان السؤال عفويا بريئا من طفلة صغيرة في عامها السابع..
وكان لا بد لي أن أبحث عن كلمات تنهي حيرتها .
قلت لإبنتي .. هو عنف .. هو إرهاب , الله بريئ منه .. وتمتمت بعدها بكلمات لا أذكرها ..
لأن الصغيرة قد لاتفهم ما هو الإرهاب وكيف يقتل الإنسان أخاه الإنسان , ثم يقول : سأذهب إلى الجنة .
الله يا ابنتي ليس من صفاته الظلم والموت , الله محب و عادل وأيضا مضحي ..
هكذا أحب الله العالم حتى أرسل ابنه ليموت من أجلنا ...
هذا هو الله يا ابنتي , هذا هو الله , لم يرسل أحدا ليقتل الناس في سبيله , بل أرسل ابنه ليموت من أجلنا . . مات ثم قام وهو اليوم على يمين عرش الآب , وسيعود..
متى يعود ؟
ووجدت نفسي ضائعا بين سين وجيم الصغيرة..