الملايين يذهبون إلى السّرير وهم مُتعَبون، ويستيقظون مُتعَبون يعانون من آلام في مختلف أنحاء الجسم.
ومعظم النّاس يَنسِبون التّعب لتقدُّمهم في السّنّ، لكنّ السّبب الحقيقي هو أنّنا لا نعرف كيف نعيش نمط الحياة الصّحّي، وأيضاً اتّباعنا نظام غذائي سيّء يضغط على الأعضاء، فتتجمّع السّموم والفضلات في الجسم ممّا يؤدّي إلى التّعب. لذا عليك أن تسأل نفسك: كم مرّة استيقظتَ وأنت مترنِّح كما لو أنّك تلقّيت ضربة قويّة، وتشعر بتعب دائم ونقص في الحيويّة؟. في أغلب الأحيان يكون هذا التّعب نتيجة نظام غذائي سيّء أو غير منتظم، مع تزايد استهلاك المُنبِّهات. وللتّعرّف على بعض الحلول والنّصائح علينا أن نعرف أوّلاً علامات وأسباب التّعب.
علامات التّعب:
- زيادة ضربات القلب.
- توتُّر الأعصاب.
- كثرة الأخطاء في العمل.
- عدم القدرة على التّركيز.
- ارتفاع ضغط الدّمّ.
- عدم القدرة على النّوم والقلق.
- الإمساك.
أسباب التّعب الجسدي:
- قلّة النّوم أو كثرة النّوم. كما أنّ الاضطرابات والأرق أثناء النّوم يؤدّيان إلى التّعَب وسرعة الانفعال.
- الضّجيج أثناء النّوم يسبّب إثارة عصبيّة مستمرّة خاصّة في المدن.
- تناول المليِّنات والمسكِّنات وأقراص تحديد النّسل، وأدوية ضغط الدّمّ.
- فقر الدّمّ الذي يقلِّل وصول الأكسجين إلى القلب والجسم، فيشعر الإنسان بالتّعب بسبب نقص الأكسجين.
- مرض السّكر
- التهابات متنوّعة.
- السُّمنة المفرطة، والعادات الغذائيّة السّيّئة التي تعتمد على نسبة دهون مرتفعة وكثرة تناول اللحوم.
- كثرة شرب السّوائل السّكريّة التي ترفع نسبة السّكريّات في الدّمّ لمدّة ثلاث ساعات تقريباً، ثمّ تبدأ هذه النّسبة بالانخفاض تدريجيّاً ممّا يسبّب التّعب.
- قلّة الأكسجين وكثرة ثاني أكسيد الكربون في الجسم.
- عدم القدرة على رفض ما يُفرَض على الإنسان من مواقف حياتيّة يمرّ بها وتحميله فوق طاقته.
- الوحدة والإكتئاب.
- مشاكل سابقة لَم تُحَلّ.
- مشاكل عائليّة.
- نقص البوتاسيوم في الجسم، ممّا يؤدّي إلى تعب العَينين والجسم بسرعة وعدم النّوم جيّداً، والشّعور بدوار عندما يستقيم الإنسان بعد الانحناء.
- نقص الماء في الجسم يؤدّي للشّعور بالتّعَب. يحتاج الإنسان من 2 - 5 لتر من الماء في اليوم، وفي حال نقص الماء تقلّ نسبة إفرازات الغدد وتنخفض كميّة اللعاب، ويمكن أن ينشأ الصّداع وعدم القدرة على التّركيز والاضطرابات الهضميّة، فالماء يزيل هذه الأعراض بسرعة.
- تناوُل القهوة والشّاي والمشروبات الغازيّة والحَلوى بكثرة، حيث أنّها تنبّه هرمون الأدرينالين في الجسم الذي يسبّب تسارع في نبضات القلب وتعب عام.
نصائح للتّغلُّب على التّعب:
- إذا كنتَ تستيقظ متعباً فالسّبب الأوّل أنّك غالباً تذهب إلى السّرير في وقت متأخّر. النّوم من 6 – 8 ساعات ضروري لتجديد خلايا الجسم، فخلال النّوم يقوم هرمون النّموّ البشري بإصلاح أي ّضرر، ولا يُطلق هذا الهرمون إلّا عندما نكون نياماً، لذلك الرّاحة ضروريّة للحفاظ على صحّة الجسم.
- معظم حالات التّعب والإرهاق ترجع إلى عدم إبعاد مشاكل العمل أثناء وقت النّوم. لذلك يجب تجنُّب العمل المتواصل والتّفكير المستمرّ طوال النّهار والليل، وتنظيم ساعات العمل المختلفة مع وضع الأولويّات للعمل والنّشاطات.
- استرِح واسترخِ وقُمْ بأشياء مسلّية تحبّها.
- تناوَل الكثير من السّوائل لمنع الجفاف.
- تجنَّب الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الدّهون. والإقلال من تناوُل السّكريّات لأنّها تُمتَص بسرعة، فترتفع نسبة السّكر في الدّم وعند هبوطها يظهر التّعب.
- ضاعِف التّعرُّض للهواء المنعش في مكان العمل والمنزل، مع ممارسة الرّياضة المنتظمة مثل المشي، لتنقية الصّدر وتعبئة الجسم بالأكسجين، والاعتياد على التّنفُّس العميق بأخذ شهيق وزفير ببطء لإخراج ثاني أكسيد الكربون.
- الإقلال من شُرب القهوة لأنّها تخدِّر التّعب، وعند أوّل فرصة يظهر التّعب مرّة أُخرى.
- عدم المبالغة في النّوم.
- تناوَل وجبة إفطار متوازنة فيها بروتينات وفيتامينات ومعادن.
- تجنَّب ابتلاع المليّنات لأنّها تقلِّل نسبة الفيتامينات ممّا يسبّب التّعب.
- انقطاع التّنفُّس أثناء النّوم العميق (الشّخير) يؤدّي إلى انخفاض كميّة الأكسجين، والاستيقاظ في حالة من التّعب والإرهاق وارتفاع ضغط الدّم. فالشّخير إحدى علامات نقص الأكسجين.
- محاولة خفض الوزن.
الأطعمة التي ينصح بها خبراء التّغذية العالميّون لمقاومة التّعب:
- الكيوي:
أفضل الفاكهة حيث يحتوي على ضِعفَي كميّة فيتامين C الموجودة في البرتقال، ونسبة أكبر من البوتاسيوم الموجودة في الموز، كما يحتوي على مضادّات أكسدة التي نقصها يؤدّي إلى التّعب، والتي تساعد الجسم على امتصاص الطّاقة من الغذاء.
- الثّوم:
يُعتَبر الثّوم الحارس الأمين لحماية الجسم من الأمراض وهو المضاد الحيوي الطّبيعي. هو السّلاح الطّبيعي الذي يعمل على تقوية جهاز المناعة ضدّ أيّ التهابات قد تصيب الجسم وتسبّب التّعب.
- الشّاي الأخضر:
لقد أثبتت الأبحاث السّويسريّة أنّ شُرب الشّاي الأخضر مع الوجبات، يُشجّع الجسم على صَرف السّعرات الحراريّة ممّا يساعد على إنقاص الوزن (السُّمنة التي تُعتبر أحد أسباب التّعب).
- اللوز:
يُعتَبر اللوز أفضل مصدر غير حيواني للبروتين، وهو التّرسانة المسلَّحة في مواجهة معظم الأمراض لاحتوائه على نسبة معادن عالية مثل، الكالسيوم، المغنيسيوم ،الفوسفور، ومصدراً للألياف التي يؤدّي نقصها إلى الإمساك.
- البروكولي:
أفضل الخضراوات لصحّتنا، فهو يحتوي على مضادّات أكسدة وغني بالفيتامينات والمعادن.
- الأسماك:
أفضل نوع هو الماكريل. فهو يحتوي على كميّة كبيرة من الأحماض الدّهنيّة الضّروريّة للجسم التي تعطي الجسم قيمة غذائيّة عالية.
- عسل النّحل:
يُستخدم العسل لإمداد الجسم بالطّاقة، كما يُستخدم لزيادة القوّة والقدرة على الاحتمال.
- البصل:
ينقّي الدّم ويُزيل التّعب والإرهاق. إنّ تناول بصلة متوسّطة مع الفطور ومع الغداء أو العشاء يُكسِب الجسم مناعة وقوّة.
- الطماطم:
تُنشِّط وتُزيل التّعب، فهي تحتوي على فيتامينات عديدة منها: A وC. يمكن أكل حبّات الطّماطم أو شربها كعصير.
أخيراً:
علينا الانتباه أنّه نادراً ما يشتكي الأطفال والشّباب من التّعب، وفي حال الإصابة بالتّعب يجب استشارة الطّبيب. أمّا بالنّسبة للتّعب النّفسي فسببه تحميل النّفْس فوق طاقتها، أو مواجهة مشكلة عائليّة أو كَبت الغضب عوضاً عن التّعبير عنه، أو نقص التّشجيع من العائلة أو الأصدقاء. ممّا ورد نستنتج، أنّ التّعب ردّة فعل جسديّة طبيعيّة لحاجة الجسم إلى الرّاحة والغذاء الصّحّي، وقد يكون إنذاراً ومؤشِّراً لحالة مَرَضيّة. لذا علينا الحفاظ على صحّتنا لنشعر بنشاط وحيويّة، وذلك باتّباعنا النّظام الغذائي الصّحيح، لأنّ الجهل بالطّعام يدمِّر الصّحة ويؤدّي إلى تعب دائم. وإذا كان الغذاء الذي نتناوله سيّئاً فلا فائدة من الدّواء، أمّا إذا كان صحيّاً فلا داعي للدّواء.