الصحراء قد لا لا تكون رملا ، قد تكون إنسانا شوهد على صدره قمح لا يؤكل ، نبت في رحم الصخب الذي تعرفه بلاد الرمال، وقصر الأفكار و عجاجة الشهوة . هناك حيث ضيق الأفق وشساعة الأسفلت المصقول بالبترول ،كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء ،و خلال الرحلة تجادل الصديقان فضرب أحدهما الآخر على وجهه.
الرجل الذي ضرب على وجهه تألم و لكن دون أن ينطق بكلمة
قام و كتب على الرمال: اليوم أعز أصدقائي ضربني على وجهي . استغرب الآخر فعل صديقه هذا وقال: ما هذا التساحم ؟! هل المسيح عاد؟ . كان ينتظر رد فعل آخر ، وصل نباحه الصامت إلى عيناي صديقه الذي جمع حزامه وكأن شيء لم يكن .
استمر الصديقان في مشيهما إلى أن وجدوا واحة فقرروا أن
يستحموا ، أن يرموا عرق اليوم الطويل بهمومه و فرحه وأحزانه ، خاصة بعد أن خسرا الكثير من وزنيهما ، فأصبحا لا يقويان الحركة .
الرجل الذي ضرب على وجهه علقت قدمه في الرمال المتحركة
و بدأ في الغرق، و لكن صديقه أمسكه و أفلته من بين فخضي الرمال القاتلة ،و بعد أن نجى الصديق من الموت قام و كتب على قطعة من الصخر:
اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي . مرة أخرى استغرب الصديق فعل صديقه ،فسأله :
لماذا في المرة الأولى عندما ضربتك كتبت على الرمال ،و الآن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟!
فأجاب صديقه : عندما يؤذينا أحد علينا أن نكتب ما فعله على الرمال، حيث رياح التسامح يمكن لها أن تمحيها ، مثلنا في ذلك المسيح ، و لكن عندما يصنع أحد معنا معروفاً فعلينا أن نكتب ما فعله معنا على الصخر حيث لا يوجد أي نوع من الرياح يمكن أن يمحيها . من المسيح تعلمنا و رسالتنا أن نقول :
تعلموا أن تكتبوا آلامكم على الرمال
و أن تنحتوا المعروف على الصخر .