أنا خنت زوجي بالفيس بوك حتّى أنّي عشقت
ذلك الشّخص بكلّ جديّة ويأخذني عقلي أن أترك زوجي لكي أرتبط به، ومع العلم أنّي لم أقابله ولا مرّة لكن كانت روحي دائماً معه وتفكيري. أريد أحد أن ينصحني، ماذا أفعل؟ أنا أحبّ زوجي لكن إهماله وتقصيره العاطفي يقتلني. الرّجاء الرّدّ.
الفاضلة/
إحساسك بوجود مشكلة ومراسلتك لنا دليل على أنّك غير راضية عن علاقتك مع هذا الشّخص، ولكن عزيزتي كلّ من سارت في طريق الخيانة ظنّت في بدايته أنّه طريق جميل كلّه شوق ولهفة، ولكنّه في واقع الأمر طريق مملوء بالدّمار والموت.
هذا الطّريق لم يشبع أحد، ففي بدايته يبدو مفروشاً بالورود، ولكن عندما تسيرين فيه تكتشفي أنّه طريق للهلاك، وقد لا يمكنك الرّجوع عنه.
نحن نخطئ بسبب ضعفنا واحتياجاتنا، وقد يكون انشغال زوجك سبب في وجود هذا الضّعف، ولكنّي أشجّعك أن توقظي ضميرك، انظري للجوانب الإيجابيّة في زوجك، وقد يكون انشغاله بسبب عمله وشعوره بثقل المسؤوليّة، فلا تكافئيه بالخيانة.
هذا الشّخص الذي يجلس أمام شاشة الكومبيوتر ويتمتّع بحديثك الجنسي معه، لا يشعر ولن يشعر بأيّ مسؤوليّة أو حُبّ حقيقي تجاهك، إنّه يستغلّك فقط، ولا تتخيّلي أنّه من الممكن أن يثق فيك أو يرتبط بك.
وحتّى إذا انفصلت عن زوجك وارتبط بك لأنّه يحبّك (وهذا احتمال قد يكون مستحيلاً)، فتأكّدي أنّه لن يثق فيك أبداً لأنّه لن ينسى أنّك خنت زوجك من قبل ومن الوارد أن تخونيه هو أيضاً.
ولذلك فأفضل تصرّف مع هذا الشّخص هو أن تقطعي علاقتك به تماماً، وتقطعي كلّ وسائل اتّصال يمكن أن توصله بك، استيقظي من هذا الوهم قبل فوات الأوان.
كلمتي الأخيرة التي أوجّهها إليك. هناك حكمة في الكتاب المقدّس تقول: "إنّ النّفْس الشّبعانة تدوس العسل وللنّفْس الجائعة كلّ مرّ حلو". أمثال 27: 7
نحن جميعاً لدينا احتياجات نفسيّة وجسديّة وروحيّة، ولكنّنا أحياناً نخطئ لأنّنا ننتظر من البشر أن يقوموا بتسديد كلّ هذه الاحتياجات، ولكنّنا في الحقيقة نحتاج أن نتوجّه بكلّ احتياجاتنا إلى السّيّد المسيح، الذي يحبّنا بالرّغم من خطايانا بل ويريد أن يطهّرنا منها تماماً.
عزيزتي اطلبي منه أن يغفر خطاياك ويطهّرك، اطلبي منه أن يكون موجود دائماً في حياتك ويملأها بالسّلام والحُبّ والشّبع.