إذا كنا نريد أن نصل إلى الحقائق، وإذا كنا نريد أن تجاب كل تساؤلاتنا الصعبة،
وإذا كنا نريد أن نمتلك عقول حرة ومفكرة وقادرة على النظر بموضوعية وحيادية لكل الأمور من حولنا.
علينا أن نبدأ في التجرد من موروثاتنا السابقة، كما علينا أن نتأمل في أفكارنا ومدى صدقها ومنطقيتها، وعلينا أن يكون لدينا مقاييس واحدة صحيحة نقيس بها كافة الأمور العقائدية.
هذه المقدمة قد تكون صعبة التنفيذ بالنسبة لنا جميعاً، فما صدقناه في كل سنوات حياتنا السابقة يصعب علينا التجرد منه بهذه السهولة. ولكن لن نحصل على إجابات مرضية لتساؤلاتنا ولن نصل للحقائق، إلا إذا أقدمنا على هذه الخطوة بشجاعة تدفعنا إلى البحث الموضوعي.
ملحوظة هامة: لن يملي عليك أي طريق تسلك.
لا تتعجل اختيار الطريق الذي ستسلكه، ولا تتعجل الفوز بحصولك على الحق، فهذا الطريق طويل جداً، إنها رحلة استكشاف، وللأمانة ليست رحلة استكشاف فقط، ولكنها رحلة تغيير، فالموروثات الاجتماعية والدينية والثقافية التي اكتسبناها، شوهتنا وأبعدتنا عن ماهية وأصل كل شيء، فتشوهت نظرتنا للعالم من حولنا، وتشوهت نظرتنا لأنفسنا، كما تشوهت نظرتنا لله نفسه (إذا اكتشفت في طريقك أنه موجود).
عند استخدام جهاز الكمبيوتر الخاص بك لفترات طويلة، تكتشف أنه أصبح لا يعمل بنفس كفاءته السابقة، فقد يصاب بالفيروسات، وقد يكون مملوء بالملفات الغير نافعة، هذا الضعف الذي أصابه يتطلب عمل فورمات format أي مسح كل ما عليه وإعادة تشكيله من البداية. فتجد وقتها أنه أصبح يعمل بشكل أفضل بكثير.
كم مرة في عمرك كله جربت أن تعمل فورمات لكمبيوتر ذهنك؟
على طاولة النقاش هذه لا يمكننا أن نحجب أي تساؤلات مهما كانت خطورتنا على وضعنا الحالي ومستقبلنا، فسوف نسأل في كل شيء. ولنبدأ بهذه التساؤلات الهامة جداً.