غاية الحُبّ إذن هي معرفة الله، لا معرفة
الإدراك والخضوع، بل معرفة الحُبّ والحنين، معرفة الولاء والوفاء، معرفة الشّوق والهيام.
إنّ جوهر الحُبّ إنّما هو قيام علاقة خاصّة بين الإنسان وربّه يبثّ فيها الإنسان نجواه أو شكواه وحنينه وهيامه، ويتلقّى الإنسان فيض ينابيع الحُبّ الدّافق التي تملأ قلبه، فيُحبّ النّاس والدّنيا جميعاً.
لقد وضع الله الحُبّ في قلب الإنسان ليقترب به إلى الله، وليَنهل به من حُبّ الله الذي لا ينضب، ولا يقف عند حواجز المطامع البشريّة الصّغيرة في دنيانا الزّائلة وأحلامنا الزّائفة!.
إنّ جوهر الحُبّ هو الله نفسه، والحُبّ الحقيقي هو سُكناه في قلوبنا واتّحادنا معه في شركة قدسيّة.
إنّ حبّه نار تُطهّرنا من نجاستنا، وتحرق زيف مطامعنا!.
إنّ روح الله في قلوب التّائبين هو ينبوع الحُبّ الصّحيح الذي يوقف تيّارات الطّمع والحسد والجشع والحقد، ويلهب روح الودّ والمحبّة والعطاء والإيثار.
لكنّنا نفقد طريقنا عندما نغلق قلوبنا أمام صوت الحُبّ الإلهي، فنشبه بذلك سائقاً يملك سيّارة رائعة لكنّها غير مزوّدة بالوقود! إنّ قلباً ليس فيه جوهر الحُبّ لَهُوَ قلبٌ معطّل يمكن أن يدفعه بالجهد خطوات قليلة، لكنّه لا يلبث أن يقف، لأنّه قلب بارد، لذلك تتعطّل قلوبنا، وتقف جامدة على ممرّات الحياة، لأنّها ليست مزوّدة بزيت العلاقة الحارّة بالله!.
إنّها قلوب ساكنة، طاقات عاطلة في مواقفها بجوار الأرصفة، ولو أنّها امتلأت بروح الله وحبّه لصرنا ملائكة وصارت الأرض سماء!.
وإذا كنت تريد أن تتعرّف أكثر على الله الذي هو ينبوع الحُبّ الصّحيح يمكنك قراءة وتحميل الإنجيل مجّاناً (من هنا)