كثيرًا ما نقيِّم أنفسنا بناءً على ممتلكاتنا أو شهاداتنا العلميّة،
أو مستوانا الاجتماعي، أو معدّل الذّكاء، أو مستوى المعرفة والثّقافة، أو الوضع المادّي .. إلخ.
ولكن هل شعرت يوماً أنّ النّاس تدفعك لأن تشعر أنّك بلا قيمة؟
لو راجعت ذاكرتك جيّداً ستجد أنّ ذلك قد يكون حدث مرّات كثيرة، لا لأيّ سبب أو مشكلة فيك، ولكن لأنّه ليس وحدك من يبحث عن القيمة، ولكن كيمياء البحث عن القيمة تعمل باستمرار .. فأحياناً نحاول أن نقلِّل من شأن شخص ما لكي نُعلِّي من قيمتنا، وأحياناً نضغط أو ننضغط ممّن حولنا من أجل الصّراع على القيمة ..
وأيضاً تكون ظروفنا ومشاكلنا واحتياجاتنا وشكلنا ومستوانا الاجتماعي والعلمي والمادّي، سبباً لشعورنا بعدم القيمة ..
وإليك عزيزي الذي يشعر بعظمة قيمته أو بتدنّيها، إليك هذه المفاجأة،
إذا كانت قيمتك مُستَمدّة من أيّ شيء فتأكّد أنّ هذه الأشياء متغيِّرة ونِسبيّة، ولذلك فإنّ قيمتك أيضاً متغيِّرة ونِسبيّة.
أمّا المفاجأة فهي: عندما تستمدّ قيمتك من أنّك:
- خُلِقت على صورة الله.
- هذا الإله نزل من السّماء وتجسّد وأخلى نفسه وأخذ صورة عبد، لكي يفتديك ويخلّصك خطاياك وعيوبك (أنت ذو قيمة عالية جدّاً بالنّسبة للمسيح).
- هذا الإله يسكن بداخلك، فكما يقول الكتاب المقدّس أنتم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم (1كورنثوس 3: 16)، هناك كنز يسكن في إناءك الخزفي (2 كورنثوس 4: 7)
- أنّك محبوب دائماً. بالرّغم من أخطائك وعيوبك، لكنّ الله يحبّك دائماً.
- أنّ الله لا يُجامِلك، وأنت لست مجرّد رقم على وجه الأرض، ولكنّك بالفعل ثمين جدّاً بالنّسبة له.
- معرفة الحقّ والنّظر لنفسك من خلال الكتاب المقدّس، لن يجعلانك تبحث عن قيمتك في أيّ شيء مُتغيِّر من حولك.
عزيزي، إذا شعرت يوماً أنّك بلا قيمة، وإذا شعرت أنّ النّاس تُقلِّل من شأنك سواء بقصد أو بدون قصد.
فادخل إلى غرفتك وأَغلق بابك خلفك، وارفع قلبك إلى أعلى، إلى الله الذي يحبّك بل والأكثر من ذلك والأمر المدهش أنّه يعتبرك ابناً له (متّى 6: 9)، أي أنّك تتمتّع بكلّ امتيازات الابن.
هذه الامتيازات هي:
- أنّك محبوب ومقبول دائماً مهما كانت حالتك، أو حجم خطاياك.
- أنّه قريب منك ويسمعك في كلّ حين حينما تلجأ إليه، هو دائماً معك.
- أنت لست شخصاً عاديّاً، ولكنّك ابن للإله القدير.
تذكّر أنّ أبناء الملوك لا ينتظرون قيمتهم من أحد ولكن قيمتهم منبعها مركزهم الحقيقي أنّهم أبناء الله.