مر المغرب في حقبات تاريخية عديدة من بداية الدولة الأدريسية الى حكم الملك الحسن الثاني...وهذه نبذة تاريخية عن تلك الحقبات:
الدولة الإدريسة:
أسسها المولى ادريس الأول سنة 788م. وقد مات اغتيالا نتيجة مؤامرة مدبرة من الخليفة العباسي، فانتقل الحكم الى ابنه ادريس الثاني، وهذا الأخير بنى مدينة فاس وبسط حكمه على معظم المغرب في ذلك الزمان.
دولة المرابطين
اسسها في القرن السادس عشر عبد الله بن ياسين وهو من قبيلة صنهاجة الامازيغية الذي عمل على توحيد القبيلة تحت اسم المرابطين...فرض نفسه كقوة فاعلة وتمكن من تأسيس دولة عاصمتها مراكش...وامتد حكم دولته الى الأندلس ابتداء من عام 1086 ميلادية.
الدولة الموحدية
في بداية القرن الثاني عشر الميلادي ظهر في المغرب مصلح ديني وسياسي يدعى المهدي بن تومرت...عمل على تنظيم مجموعة من القبائل وسماهم الموحدين، وواجه المرابطين التي اعتبرها زائغة عن تعليم الشريعة. تمكن الموحدون بقيادة عبد المؤمن بن علي من الانتصار على المرابطين فبسطوا حكمهم على المغرب سنة 1147م. وامتد نفوذ سيطرتهم على شمال افريقيا والاندلس مؤسسين امبراطورية كبرى في غرب المتوسط.
الدولة المرينية
ظهر المرينيون بالتخوم الشرقية للمغرب، واستطاعوا تشكيل قوة عسكرية وسياسية مكنتهم من الإطاحة بدولة الموحدين سنة 1269م. حكم المرينيون المغرب لمدة قرنين, ولم يستطيعوا خلالها الحفاظ على الإرث الكبير الذي خلفه الموحدون. مما أجبرهم في نهاية الأمر على توجيه اهتمامهم الى الحدود الترابية للمغرب الأقصى. ستتميز نهاية حكمهم بانقسام المغرب إلى مملكتين: مملكة فاس ومملكة مراكش، إضافة إلى سقوط مجموعة من المدن في يد المحتل الإيبيري، كسبتة 1415م و القصر الصغير 1458 و أصيلا و طنجة 1471 و مليلية 1497
الدولة السعدية
بدأت حركة السعديين من جنوب المغرب، وعرفت بالمقاومة الجهادية ضد الاحتلال ألإيبيري لمدن المغرب الساحلية، فحققوا انتصارات عدة الأمر الذي ساعدهم في ذلك القوة العسكرية التي أنشأوها...دخولا مراكش عام 1525م. ومدينة فاس عام 1554م... وقد كان هذا إيذانا بقيام حكم الدولة السعدية بالمغرب. لقد كان للإنتصار المدوي للسعديين على البرتغال في معركة وادي المخازن (معركة الملوك الثلاث) سنة 1578م بالغ الأثر على المغرب، حيث أعاد للمغرب هيبته في محيطه الجييوستراتيجي، كما مكنه من الإستفادة اقتصاديا خاصة في علاقته مع إفريقيا. كانت وفاة المنصور الذهبي سنة 1603م إيذانا باندحار دولة السعديين بفعل التطاحن على السلطة بين مختلف أدعياء العرش.
الدولة العلوية
النزاع السياسي الذي خلفه السعديون سيدوم 60 سنة انقسم أثناءها المغرب الأقصى إلى كيانات سياسية جهوية ذات طابع ديني مثل إمارة تازروالت بسوس. هكذا وابتداءا من سنة 1664 ظهر الشريف مولاي رشيد بتافيلالت وانطلق في حملة عسكرية هدفها توحيد البلاد من التشرذم وتأسيس سلطة مركزية قوية، بسط مولى رشيد سلطته مؤسسا بذلك دولة العلويين. وقد كان على خلفه السلطان مولاي إسماعيل دور تثبيت سلطة الدولة الناشئة وفرض هيبتها. استمر عهد السلطان المولى إسماعيل 50 سنة تمكن خلالها من بناء نظام سياسي للدولة. تولى السلاطين العلويون على الحكم متحدين أزمات متعددة داخلية وأخرى خارجية من أبرزها فرض الحماية الفرنسية على المغرب سنة 1912م. وبفضل تضحيات العرش والشعب استعاد المغرب استقلاله سنة 1956 معلنا عن ميلاد عهد جديد بالمغرب
طريق الاستقلال مع محمد الخامس
في 18 تشرين الثاني نوفمبر عام 1927، تربع الملك محمد الخامس على العرش وهو في الثامنة عشرة من عمره، وفي عهده خاض المغرب المعركة الحاسمة من أجل الاستقلال. في 11 كانون الثاني يناير 1944، تم تقديم وثيقة المطالبة باستقلال المغرب ووحدته الترابية وسيادته الوطنية. في 9 نيسان أبريل 1947، زار محمد الخامس مدينة طنجة حيث ألقى بها خطابا تاريخيا بعث الروح الوطنية والمقاومة ضد الاحتلال الأجنبي. في 20 آب اوغستس1953 نفي محمد الخامس والأسرة الملكية إلى مدغشقر واندلعت بالمغرب ما يعرف بثورة الملك والشعب.
وفي 16 تشرين الثاني نوفمبر 1955 عاد والأسرة الملكية من المنفى. وفي 2 آذار مارس 1956 اعترفت الحكومة الفرنسية باستقلال المملكة المغربية في التصريح المشترك الموقع بين محمد الخامس والحكومة الفرنسية، وفي 7 نيسان أبريل 1956 تم التوقيع مع اسبانيا على اتفاقيات تم بموجبها استرجاع المغرب لأراضيه في الشمال، وفي اليوم 22 من الشهر نفسه انضم المغرب إلى منظمة الأمم المتحدة، وفي عام 1958 استرجع المغرب إقليم طرفاية من الاحتلال الاسباني وإلغاء القانون الذي تم بمقتضاه تدويل مدينة طنجة. وفي 26 فبراير 1961 توفى بطل التحرير الملك محمد الخامس
استلام الملك الحسن الثاني للحكم
تربع الحسن الثاني على العرش كملك للمغرب في 3آذار مارس 1961، وفي كانون الأول ديسمبر 1962 تمت المصادقة بواسطة الاستفتاء على اول دستور يجعل من المغرب ملكية دستورية، وفي عام 1969 تم إنهاء الوجود الاستعماري الاسباني وعودة سيدي إيفني الى حظيرة الوطن. وفي 6 تشرين الثاني نوفمبر 1975 انطلقت المسيرة الخضراء بـ 350 ألف متطوع ومتطوعة وعبروا الحدود الوهمية ودخلوا الصحراء المغربية. وفي 14 تشرين الثاني نوفمبر 1975 تم التوقيع على معاهدة مدريد التي تم بموجبها استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية، وفي 23 كانون الثاني يناير 1987 اقترح الحسن الثاني على العاهل الاسباني خوان كارلوس الأول إنشاء خلية تفكير للنظر في قضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وجزر باديس ونكور وملوية التي ما تزال تحت نير الاستعمار الإسباني. وفي 17 شباط فبراير 1989 تم التوقيع بمدينة مراكش على المعاهدة التأسيسية لاتحاد المغرب العربي.
توفي الملك الحسن الثاني بعد أن عمل على توحيد بلاده ودعم استقلالها، وبذل جهوداً كبيرة اجل الوحدة العربية. وفي اليوم نفسه تلقى الملك محمد بن الحسن البيعة في قاعة العرش بالقصر الملكي بالرباط...